آخر تحديث للموقع : الخميس - 05 سبتمبر 2024 - 10:36 م

الأهداف السامية والأحداث الدامية |

فيصل عبد اللطيف أول رئيس وزراء للشطر الجنوبي من اليمن ... اغتاله الرفاق .. وبكاه جمال عبد الناصر

الثلاثاء - 07 مايو 2024 - الساعة 03:01 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة البحوث والدراسات بمركز شمسان للصحافة

المذكرة (39)

ولد فيصل عبد اللطيف في قرية شعب ببلاد الصبيحة في عام (1936م). وعندما اغتيل والده الشيخ عبد اللطيف، انتقلت المشيخة إلى الشيخ محمد رشاد الذي كفل فيصل وشقيقته.

وعندما اشتد عود فيصل، أنزله عمه الشيخ محمد رشاد إلى عدن للدراسة، وألحقه بمدرسة أبناء الأمراء والشيوخ في جبل حديد.

وفي الخمسينات من القرن الماضي، توجه فيصل إلى القاهرة لتلقي دراسته الثانوية ضمن طلاب البعثة الدراسية اللحجية في مصر، وهناك التحق بكلية الطب، بيد أن انشغاله بالعمل السياسي، بعد انضمامه لحركة القوميين العرب، دفعه لتغيير تخصصه الدراسي. فانتقل إلى كلية التجارة، وبعد تخرجه عاد إلى عدن، وعمل سكرتيرا لوزير التجارة، لكن سرعان ما اندلعت حرب تحرير جنوب اليمن المحتل ثورة 14 أكتوبر (1963م)، وهو ما دفعه في أوائل عام (1965م) إلى مغادرة عدن إلى تعز، حيث يقع المكتب الرئيس للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل، ولم يمكث في تعز طويلاً، فبعد أسابيع أخذ يعود إلى جبهات القتال في عدن وبقية مناطق الجنوب المحتل.

كان فيصل في عام (1956م) قد انضم إلى حركة القوميين العرب حين كان يدرس في القاهرة، ليكون بذلك أول يمني ينضم إلى الحركة وهو العام نفسه الذي وقع فيه العدوان الثلاثي على مصر، الذي شنته إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، وذلك على إثر تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس، فذهب فيصل
إلى بور سعيد متطوعا ضد القوات المعتدية.

في عام (1959م) وفي أثناء العطلة الصيفية انتقل فيصل إلى عدن وشكل فيها أول فرع للحركة على مستوى اليمن والخليج.

يصفه الكثيرون داخل الجبهة القومية وخارجها بدينامو الجبهة القومية. ويمكن القول إن معظم إنجازات ثورة (14) أكتوبر (1963م) خطط لها فيصل عبد اللطيف.

يعد فيصل الرجل الثاني في قيادة الجبهة القومية بعد قحطان، وهو أول قائد لجبهة عدن.

كما كان عضواً في وفد الجبهة القومية في مفاوضات الاستقلال بجنيف، وكان اللورد شاكلتون رئيس الوفد البريطاني في مفاوضات الاستقلال قد صرح أمام الصحفيين قائلاً : إنني معجب بوفد الجبهة القومية، ومعجب على وجه الخصوص بالسيدين قحطان الشعبي وفيصل عبد اللطيف.

في أول حكومة وطنية شُكِّلت في مساء يوم الاستقلال برئاسة الرئيس قحطان الشعبي، عُيِّن فيصل وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط، وبعد بضعة أشهر ترك الحكومة ليتفرغ للتنظيم السياسي الحاكم (الجبهة القومية)، وبعد أشهر قليلة عاد إلى الحكومة وزيرا للخارجية، وفي إبريل (1969م)، عُيِّن رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية، وفي (22) يونيو (1969م)، ونتيجة للخلاف مع ما سُمِّي بالجناح اليساري أو (الماركسي) في الجبهة القومية، استقال فيصل مع قحطان.

- بعد أيام قليلة من تقديمه استقالته ، أُخِذَ مُعتقلاً إلى سجن فتح، وفي (2 إبريل 1970م) أغتيل في زنزانته بمعتقل الفتح بإطلاق النار عليه.
- كان الزعيم الراحل الرئيس جمال عبد الناصر يكن لفيصل مودة وإعجاباً شديدين، وقد حزن حزناً شديداً عندما بلغه نبأ اغتيال فيصل في المعتقل في إبريل (1970م).
- علَّق عبد الناصر على مقتل فيصل بأنه ليس خسارة على اليمن فحسب، وإنما على الجزيرة العربية، وإنه كان باستطاعة فيصل تغيير الكثير في المنطقة.
- قال المفاصل أحمد علي مسعد إنه عَلِمَ من د. الخولي أن عبد الناصر عندما التقى فيصل في القاهرة عقب الاستقلال، دام اللقاء بينهما ساعة ونصف الساعة، وهو وقت لا يخصصه عبد الناصر إلا للقليل من كبار ضيوفه.

تنبيهٌ: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات