آخر تحديث للموقع : الخميس - 05 سبتمبر 2024 - 10:36 م

الأهداف السامية والأحداث الدامية |

وفاءً للرئيس قحطان الشعبي .. قائد الاستقلال

السبت - 04 مايو 2024 - الساعة 02:59 م بتوقيت اليمن ،،،

غرفة البحوث والدراسات بمركز شمسان للصحافة

ولد قحطان محمد ناصر الشعبي في عام 1923م في قرية شعب بمنطقة الصبيحة، يتيمًا، فكفله قريبه الشيخ عبد اللطيف الشعبي والد فيصل.

في سن الطفولة قام قحطان برعي الأغنام، وعندما كبر قليلاً أنزله الشيخ عبد اللطيف للدراسة في عدن، في مدرسة جبل حديد التي كانت تعرف بمدرسة أولاد الأمراء؛ لوجود عدد من أبناء السلاطين والأمراء يتلقون التعليم فيها.

وفي أوائل الأربعينات من القرن المنصرم، توجه قحطان ضمن بعثة دراسية إلى السودان، وقد تخرج في كلية الزراعة بالخرطوم.

عاد إلى عدن، وعمل مهندساً زراعياً، ثم مديرا للزراعة في مناطق ما يعرف الآن بمحافظة أبين، وفي بداية الخمسينات من القرن الماضي، انتقل إلى
العمل في المنطقة الشرقية من الجنوب اليمني (حضرموت).

في بداية الخمسينات أصبح واحداً من مؤسسي رابطة أبناء الجنوب، التي عُدَّت حينها حزباً تقدمياً ووحدوياً، وفي أواسط الخمسينات ازداد نشاطه السياسي المناهض للاستعمار، ما اضطر سلطات الاحتلال إلى البحث عنه لاعتقاله: ففرَّ إلى منطقة تعز، ثم إلى القاهرة لاجئاً سياسياً، وواصل عمله السياسي من هناك.

في عام (1960) استقال قحطان من الرابطة، وعقب ثورة (26 سبتمبر) انتقل قحطان الشعبي من القاهرة إلى صنعاء، حيث قام بجهد عظيم في حث أبناء الجنوب على التطوع العسكري دفاعاً عن ثورة الشمال. وفي أوائل (1963م)، عينه الرئيس / عبد الله السلال مستشارًا له لشؤون الجنوب المحتل، فمديرًا لمكتب الجنوب ومقره صنعاء.

في (24 فبراير)، عُقِد في مكتب الجنوب بصنعاء اجتماع برئاسة قحطان حضره نحو مائة شخص من أبناء الجنوب من قادة سياسيين وشيوخ قبائل، وصدر على إثره بيان بقيام جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وفيما بعد تغير الاسم إلى الجبهة القومية.

في (6) نوفمبر (1967م)، أصبحت الجبهة القومية تسيطر على مدينة عدن، وعلى الأرياف، وعلى مختلف ولايات الجنوب، فاعترفت بها الحكومة البريطانية، بأنها أصبحت الحكومة الفعلية الممثلة للبلاد. ومن ثم بدأ في جنيف بسويسرا في (21 نوفمبر 1967م) مؤتمر استقلال الجنوب، وضم وفدين أحدهما يمثل الجبهة القومية، ويراسه قحطان الشعبي، والآخر يمثل الحكومة البريطانية برئاسة اللورد شاكلتون الوزير بلا وزارة.

في (28 نوفمبر) عقد الاجتماع الأخير، واستمر حتى اليوم التالي، وفي ظهيرة (29 نوفمبر)، دُعِي الصحفيون ومراسلو وكالات الأنباء إلى الدخول إلى قاعة فندق (انتركونتننتل) ليشهدوا اللحظة التاريخية، لحظة توقيع اتفاق استقلال جنوب اليمن المحتل، حيث قام كل من قحطان الشعبي واللورد شاكلتون والسير هارولد بيلي بالتوقيع على اتفاق الاستقلال، وعند منتصف ليلة (30/29 نوفمبر)، وُلِدت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.

في مساء يوم الاستقلال عُقِد في مدينة الاتحاد (مدينة الشعب لاحقًا) م / عدن، حفل جماهيري ضخم، وفي الحفل أعلنت الجبهة القومية تعيين قحطان الشعبي رئيسا للجمهورية الفتية، وكلّفته بتشكيل الحكومة وإعلان الاستقلال رسمياً، ووسط هتافات الجماهير التي كانت تشق عنان السماء، وقف قحطان الشعبي ليعلن رسميا استقلال جنوب اليمن.

تعرّض قحطان لعدد من المؤامرات ممن كانوا يُسمَّون بالتيار اليساري أو (الماركسي) في الجبهة القومية، حتى أجبر في نهاية الأمر على التنازل سلمياً عن السلطة، هو وفيصل، حيث قدَّما استقالتيهما سلمياً في (22 يونيو 1969م) وعلى إثر ذلك تَشكَّل مجلس للرئاسة من خمسة أعضاء هم: سالم ربيع علي، وعُيِّن رئيسًا للمجلس، وعبد الفتاح إسماعيل، وعُيِّن أميناً عاماً للجبهة القومية، ومحمد علي هيثم، وعُيِّن رئيسا للوزراء، ثم محمد صالح عولقي وعُيِّن وزيراً للدفاع، وعلي عنتر الذي عُيِّن لاحقاً قائداً للجيش، ومنذ اللحظات الأولى فُرِضت الحراسة المشددة على منزلَي قحطان وفيصل، وقُطِعت الحرارة عن خطوط الهاتف. وبعد نحو ستة أشهر نُقِلا إلى معتقل الفتح بالتواهي، حيث جرى اغتيال فيصل، ونُقِلَ بعدها قحطان إلى كوخ خشبي بمنطقة دار الرئاسة؛ لِيُعتقَل انفرادياً مدى الحياة من دون محاكمة أو تهمة أو تحقيق، حتى أُعلِنت وفاته بعد (12) عاماً من الاعتقال الانفرادي الرهيب.

وجرت التصفيات الجسدية لتطال معظم المناضلين الذين كانوا محسوبين على قحطان وفيصل.

وفي 7 يوليو 1981م أُعلِن عن وفاة الرئيس قحطان الشعبي.

تنبيهٌ: سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.