آخر تحديث للموقع : الجمعة - 17 يناير 2025 - 11:28 م

"يمن واي فاي"سلاح حوثي جديد للتجسّس " تقرير"

الأربعاء - 25 مايو 2022 - الساعة 01:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

شمسان نت / متابعات


خدمة "يمن واي فاي" العامة التي دشنتها مؤسسة الاتصالات في صنعاء تعد "ضربة قاصمة جديدة لمصدر رزقنا" هذا ما قاله "رمزي محمد" أحد مالكي شبكات الإنترنت في أحد أحياء العاصمة صنعاء، وسبق إعلان هذه الخدمة سلسلة من الإجراءات اتخذها الحوثيون ضد مالكي الشبكات، وتم مصادرة معدات الكثير منها خلال السنوات الماضية.

وانتشرت شبكات بث الانترنت في الأحياء والشوارع خلال الأعوام الماضية كمشاريع صغيرة مربحة للآلاف من الأشخاص في مختلف المحافظات اليمنية، وتقدم خدمة الإنترنت للمواطنين الذين لم يتمكّنوا من الحصول على خط إنترنت خاص بهم، ويستخدمون تلك الشبكات المنتشرة في الأحياء والأرياف عبر شراء كروت ذات سعات مختلفة تابعة لتلك الشبكات.

والإثنين الماضي 16 مايو/ آيار الجاري، أعلنت مؤسسة الاتصالات التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، تدشين خدمة الإنترنت عبر "يمن واي فاي"(للشوارع والأسواق والأحياء) بأمانة صنعاء وأطلقت 48 نقطة في الأماكن العامة كمرحلة أولى، بسرعة تصل إلى 10 ميجا وبأسعار مناسبة، بالإضافة إلى إعلانها بأن الاستخدام مجاني خلال ثمانية أيام من أجل تحفيز المواطنين على استخدام الخدمة وتجربتها.

وللوهلة الأولى يبدو أن تلك خدمة جديدة للمواطنين يقدمها الحوثيون، غير ان ذلك ليس دقيقاً في ظل سوء خدمة الانترنت في اليمن عموماً وارتفاع أسعارها منذُ خضوها لنفوذ الميليشيا، في الوقت الذي تعد الخدمة الجديدة استحواذ جديد من ميلشيات الحوثي على المشاريع الصغيرة التي أطلقها المئات من الشباب خلال الثمان السنوات الماضية في توزيع خدمة الانترنت.

مضايقات للاستحواذ
في العام 2019 بدأ الحوثيون في مناطق سيطرتهم، حملة واسعة استهدفت مصادرة أجهزة بث شبكات الانترنت في الأحياء المختلفة، وخاضت حرباً مع مالكيها الذين تكبدوا خسائر كبيرة، واستطاعت مصادرة الآلاف منها بمبرر البحث عن ترخيص، أو استخدام أجهزة للبث غير مرخصة. ومنذُ ذلك الحين تعرض من تبقى من ملاك هذه الشبكات لجملة من المضايقات والتعسفات من قبل مؤسسة الاتصالات الحوثية.

وقال رمزي محمد "كنت أعمل في محل إنترنت، ثم بعت ذهب والدتي واقترضت مبالغ من الأهل لشراء أجهزة الشبكة، وبدأت بمشروعي من أجل إعالة أهلي لكن تعرضنا لسلسلة مضايقات من سلطات الحوثيين خلال السنوات الماضية".

وأضاف في حديثه ، اتهمنا جهاز "الأمن والمخابرات" التابع للحوثيين بأننا نتجسس لصالح العدوان، وبدأ حرباً علينا بوسائل مختلفة تحت هذه الذريعة، وطلب منا ندفع أموال رسوم وصولاً إلى رفع أسعار الانترنت وإلغاء الباقة الذهبية المفتوحة.

وقال: "مع تدشين خدمتهم المنافسة (يمن واي فاي) تبين لنا الآن ان مضايقتهم لمالكي الشبكات هدفه الوصول لذلك، وقد انخفض طلب الناس على كروت الشبكة التابعة لي خلال الأيام الماضية لأن إحدى نقاط هذه الخدمة نُصبت في نطاق الحارة التي اعمل بها".

التجسس أسهل
وعن هدف سلطة الميليشيا الآخر وراء خدمة "يمن واي فاي" الحوثية، قال خبير الاتصالات وتقنية المعلومات، محمد المحيميد إن خدمة الانترنت اللاسلكية العامة، التي دشّنتها الاتصالات الحوثي الأسبوع الماضي في أمانة صنعاء تسهّل عملية التجسس على المستخدمين لها من قبل ميليشيا الحوثي، خاصة أنه يتطلب استخدامها فتح حساب مستخدم على نافذة تلك الخدمة على الانترنت".

وأضاف المحيميد : " كل قطاع الاتصالات والانترنت في اليمن غير آمن، لأنها تحت سيطرة ميليشيات الحوثي، ويمكنها التجسس على جميع المشتركين في أنحاء اليمن، وقد راح ضحية ذلك العديد من القيادات الأمنية والحكومية والنشطاء في اليمن، إلا أن الخدمة الجديدة خطوة متقدّمة من عمليات التجسس، وسيبقى اليمنيون تحت رحمة الميليشيا ما داموا المتحكمين بقطاع الاتصالات والانترنت".

وخلال حرب الحوثيين على مالكي الشبكات خلال السنوات الماضية، كانوا يشنون حرباً إعلامية موازية عليهم، باتهامهم بابتزاز النساء والفتيات من خلال اختراق خصوصياتهن وسرقة صورهن، بالإضافة إلى اتهامهم بالعمالة لما يسمونه العدوان، في إشارة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.




متعلقات