آخر تحديث للموقع : السبت - 18 يناير 2025 - 11:58 م

مداخلات تثري السيرة الذاتية للأستاذ الراحل فؤاد صالح عبدربه النقيب

الثلاثاء - 26 أبريل 2022 - الساعة 10:28 م بتوقيت اليمن ،،،

شمسان نت/متابعات


متابعات الأستاذ فهد حنش أبو ماجد 26 أبريل 2022م

نْشرت في منتدى القارة التربوي عدداً من المداخلات على السيرة الذاتية للأستاذ الراحل فؤاد صالح عبدربه التي نْشرت في المنتدى تاريخ 21 أبريل الجاري، والتي كتبها الأستاذ القدير طاهر حنش السعيدي، وتم نشرها في كثيراً من الصحف، فحرص عدداً من زملاء الأستاذ الراحل فؤاد أن يساهموا بإثراء سيرته الذاتية من واقع المعايشة وزمالتهم له من خلال مداخلاتهم التي نستعرض أبرزها في هذا التقرير.

حيث قدم الأستاذ القدير أحمد عوض علي الوجيه المدير السابق لمكتب التربية رصد والمستشار السابق بمكتب التربية أبين مداخلة عن حياة الأستاذ فؤاد، وهذا نصها: « من الأهمية ونحن نتحدث عن فقيدنا الراحل الأستاذ فؤاد الصديق والقيادي التربوي والإداري المبدع أن نقف إجلالاً واحتراماً وترحماً على هذه الشخصية التي لم ولن يتسع الوقت، أو الكلمات التي اسطرها بمداخلتي هذه، أو ممن سبقوني من زملاء العمل الأعزاء أن نفي بجوانب نشاط وعمل وعلاقات وذكريات زميلنا وأخينا العزيز الأستاذ فؤاد صالح عبدربه رحمة الله عليه.
لقد تشرفت بمعرفته من خلال لقاءاتي بالأخوين محمود وفيصل علي صالح السعيدي بمدينة جعار كونها تربطنا علاقات قرابة، وكان المرحوم صديقاً لهما، وكذلك من خلال صديقه زميل الدراسة في الإعدادية المرحوم حسين علي عاطف الذي شغل لاحقاً رئيس قسم في إدارة الأسكان بمحافظة أبين حيث كانت تربطهم علاقات زماله، وصداقة متميزة أيام الدراسة، وبعد التحاق كل منهم بالعمل كنا نتبادل الجلسات واللقاءات الودية بين فترة وأخرى.
السيرتة الذاتية الخالدة كما تناولها الأستاذ الفاضل طاهر حنش أحمد الذي يعد أحد أبرز زملاءنا بالعمل أطال الله بعمره تطرقت للكثير من الوقائع، والسرد القصصي المتميز لحياة الأستاذ الراحل فؤاد، فبعد أن عمل فقيدنا الراحل معلماً لفترة 7سنوات في منطقة ذي ناخب التابعة لمركز لبعوس المديرية الغربية، وتوقفه عن العمل، وعودته مرة أخرى للعمل في محافظة أبين بمساعدة زملائه وأصدقائه الذي سبق ذكرهم، وبتعاوننا نحن والأستاذ العزيز عيدروس هادي مشرف التعليم بمركز رصد باستيعابه واستقبال الأستاذ القدير صالح المقفعي له وترتيبه معلماً في مدرسة العدنة في العام 84/83م كما رواها لنا في مداخلته حيث كان فقيدنا رحمة الله تغشاه يتحرك يومياً ساعات مشياً على الأقدام ذهاباً وإياباً من منطقة قرن مقبل بمنطقة رخمة حيث كان يقيم في منزل صديقه الأخ محمود علي صالح السعيدي، فبالرغم من طول المسافة التي كان يقطعها، ووعورة الطريق فقد كان من أول الواصلين إلى المدرسة قبل بعض المعلمين القريبين منها، وهذا يعكس درجة حبه وإخلاصه للعمل.
وفي العام الدراسي 85/84م التحق بسكن عزبة المعلمين والتربويين في رصد مما سهل عليه كثيراً من المتاعب، وزاد من عطائه وإبداعه في العمل كمعلم في مدرسة العدنة، وهي المدرسة الوحيدة للتعليم الأساسي أنذاك في العاصمة رصد ثم شغل مديراً لها لفترة عام، ونائباً للمدير العام اللاحق إلى جانب قيامه بالتدريس،
ولما التمسنا فيه من خصال حميدة، ومواصفات مهنية وعملية تؤهله للعمل في موقع وظيفي وقيادي آخر، وضمن الترتيبات الخاصة باستحداث، وتأسيس هيكل إدارة التربية والتعليم بالمديرية المعتمدة حديثاً في العا 1986م، وبعد الجلوس معه لأخذ موافقته رفعنا اسمه ضمن قائمة المرشحين لشغل مهام رؤساء الأقسام لإدارة التربية والتعليم بالمديرية في الأول من مايو 1987م حيث اسندت إليه مهمة رئيس قسم الإحصاء بإدارة التربيه بالمديرية.

عند توليه مسؤولية إدارة قسم الإحصاء والتخطيط عمل على تنظيم وتأسيس ممنهج لكافة البيانات والمعلومات المتصلة بنشاط وعمل المكتب، ومدارس ألمديرية،
وكان أبو أحمد رحمة الله عليه من كوادرنا القيادية الفريدة، فقد كان على قدر عالي من المسؤولية والكفاءة والأخلاق والنزاهة، وذو قدرات ومهارات متميزة في تأدية مهام وواجبات عمله في تنفيذ برامج وخطط عمل القسم في إطار المكتب، والمدارس، وجمع بصورة خلاقة بين عمله كرئيس قسم، وقيامه بمهمة تدريس مادة اللغه الأنجليزية في أكثر من مدرسة في عاصمة المديرية لندرة هذا التخصص من ناحية، ولحبه في مزاولة مهنة التدريس، وكان موفقاً وناجحاً في أداء تلك المهام التي قد لا يتمكن غيره أن يقوم بها على الوجه الأكمل المراد تحقيقه.

وفي الوقت الذي اتصف فيه فقيدنا الراحل طيب الله ثراه بالمصداقية والجدية والتفاني بالعمل فقد كان صارماً ينتقد الأخطاء، ويقدم النصح والإرشاد والتوجيه لمعالجة أي اعوجاج في مهام عمل المختصين داخل الإدارة، وفي نطاق المدارس، والمناطق التعليمية، وقد تحلى بصفات الدعابة والبشاشة والهدوء واللطف والسلوك الطيب في تعاملاته مع زملائه في قيادة المكتب، ومع الزملاء في إدارات المدارس والمعلمين وأولياء الأمور، وذوي العلاقة من الجهات الرسمية والمجتمعية.

الأستاذ الراحل فؤاد أبو أحمد غفر الله له شارك بفعالية وهمم عالية كبقية زملأءنا في أقسام الإدارة، ومراكز المديرية، ومناطقها التعليميه في المعالجات الجدية للتغلب على كثير من الصعوبات، وفي حل العديد من المشكلات، وكان من رؤساء الأقسام المبدعين بأفكاره، ونشاطه العملي، ومتابعاته المتواصله في تحليل، وتقييم البيانات، والمعلومات، وإعداد التقارير الشهرية والدورية التي كانت أساساً لوضع مؤشرات توسيع وتطوير قاعدة التعليم الأساسي والثانوي بإنشاء واعتماد المدارس في مختلف مناطق ألمديرية.

كان رحمه الله يشاركنا بفعالية أثناء انعقاد اجتماعات الهيئات التعليمية والتربوية في ألمديرية، وفي المدارس، وفي أكثر من مرة أسندت إليه مهمة مدير التربية بالوكالة أثناء فترة متابعاتنا خارج ألمديرية، وقد أثبت جدارته بقيادة عمل الإدارة على الوجه المطلوب.
كان من أهم رفقاء دربي بالعمل والصاحب بالسفر بمتابعات مهام العمل، وبحضور العديد من اللقاءات وورش العمل والاجتماعات والدورات المختصة بمجال العمل الإداري وإدارة شؤون التعليم وأمور التربية، والأنشطة ذات العلاقة، وقد منح العديد من الشهائد التقديرية من الجهات المركزية والمحلية.
لقد فؤجئنا برحيل هذه الشخصية التربوية والمجتمعية في 6 أغسطس من العام 2010‪ م، وكان لخبر وفاته ألماً شديداً على النفس حيث فارقنا زميلاً وصديقاً عزيزاً كان يأمل أن يستكمل تحقيق طموحاته في هذه الدنيا، وكان العمل يحتاج لخبراته وعطاءاته لكنها أجال الله على خلقه حيث غادرنا إلى دار البقاء، فتوارى جسده تحت الثرى، وذهبت روحه الطاهرة إلى بارئها، وتوقفت الكلمات عن وصف الفاجعة المؤلمة، وضاعت منا أنذاك عبارات الرثاء لفقدانه، وتوالت الدمعات على مآقينا لفراق أنبل واعز من رافقوني في مسيرة عملنا بحلوها ومرها. ستبقى ذكرياته ترافقنا في وجداننا ومشاعرنا ماحيينا، ومخلده في قلوبنا وعقولنا، وكل من عمل معه، أو عرفه، أو كان على علاقة وصلة فيه من زملاء المهنة من الموظفين، والمعلمين التربويين، وتلاميذه الذين نالوا العلم والمعرفة على يده، ومن كافة الأفراد سواء في الجهات الحكومية، أو المجتمعية، ومن أبناء المنطقة بشكل عام.
وقبل الختام نأمل أن تحظى أسرة وأولاد فقيدنا الراحل فؤاد الرعاية والاهتمام في تحسين وضعية راتبه ودرجته الوظيفية، والتكريم بما يليق في مكانة ودور هذا الكادر التربوي والإداري المتميز رحمة الله عليه، ولا يسعني في هذه الأيام المباركة العشر الأواخر من رمضان إلا أن أرفع وإياكم أكف الضراعة للمولى عز وجل بالدعاء لفقيدنا الغالي بأن يتقبله، وكافة موتانا أجمعين بواسع رحمته في جنات النعيم، وأن يختم بالصالحات أعمالنا، وأن يتقبل منا ومنكم الأعمال المبرورة في هذه الأيام والليالي المباركة من خواتيم شهر رمضان، وأن يبلغنا ليلة القدر، ويشملنا بفضائلها، وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.»

وقدم الأستاذ عيدروس هادي رئيس الإشراف التربوي سابقاً مداخلة جاء فيها:« عرفت الأستاذ المرحوم فؤاد صالح عبدربه عند ترتب وضعه العملي في مركز رصد آنذاك إذ تم استيعابه في مدرسة العدنة في بداية عام 1984م مدرساً، وثم تعيينه مديراً في بداية العام الدراسي 85/84م كون الأستاذ صالح محمد المقفعي الذي كان يشغل مديراً للمدرسة ذهب للدراسة في معهد باذيب أبين، وكان الأستاذ فؤاد حازماً ومحب لعمله، وقد قمنا بزيارة لمدرسة العدنة أثناء إدارته لها، فوجدنا مكتب المدير مغلق، وهو يؤدي حصة دراسية في إحدى الشعب، وعندما سألناه عن سبب إغلاق المكتب كان رده حتى لا يترك المجال للجلوس فيه إذ يتوجب على كل معلم التوجه إلى الشعبة الدراسية، وعدم البقاء في المكتب.
رحم الله الاستاذ القدير فؤاد صالح عبدربه واسكنه فسيح جناته.»

ومن جانبه شارك الأستاذ حزام منصر بمداخلة جاء فيها: « غمرتني السعادة عندما أطلعت على السيرة العطرة للمرحوم الأستاذ فواد صالح عبدربه أبو أحمد ألف رحمة ونور عليك أيها الهامة التربوية الكببرة، وفي الحقيقة عجرت عن التعبير عن أجمل أيام قضيناها أكان في العمل أو العزبة حيث أصبحنا كالأخوة بما تعنيه الكلمة من معنى، فلا أستطيع أن استمر في الكتابة عن تلك الذكريات، والدموع تجري حالياً في المآقي لذكرى عزيزاً وغالياً على قلبي.
الشكر موصول للأستاذ طاهر حنش على الجهد الطيب في استعراض السيرة الداتية للمرحوم فؤاد، واعذروني لعدم قدرتي على الاستمرار في الكتابة..
ألف رحمة ونور عليك أخي فؤاد، واسأل الله في هذه الأيام المباركة أن يسكنك في الفردوس الأعلى من الجنة.»

وفي مداخلة للأستاذ صالح محمد المقفعي المدير السابق لمدرسة العدنة الذي كان له شرف استقباله وترتيب وضعه بعد عودته من فترة الإنقطاع عن العمل هذا نصها:« في البداية أقدم الشكر والتقدير والاحترام للأستاذ طاهر حنش السعيدي على مابذله من جهود في تجميع السيرة الذاتية للأستاذ المرحوم فؤاد صالح عبدربه، لقد كفيت ووفيت بما فيه الكفاية أستاذ طاهر، وشملت السيرة كافة الجوانب، فعندما كنت مديراً لمدرسة الشهيد سالم عبدالرب العدنة كانت هذه المدرسة هي المدرسة الوحيدة والأم في منطقة رصد، وكان كل الطلاب يأتون إليها من كافة القرى، وكان يتم نقلهم إلى المدرسة عبر خطوط مواصلات على حساب الدولة.
وفي صباح ذات يوم جائني الأستاذ فؤاد الله يرحمه وبرفقته الأخ محمود علي صالح السعيدي إلى المكتب، وبعد الترحيب بهما قال الأخ محمود علي: يا أستاذ صالح أنت صديق وصهير، وأنا وعدت الأستاذ فؤاد بترتيب وضعه في مدرسة سينسجم فيها، ومديرها أعرفه، فقلت له خلاص من اليوم يعتبر الأستاذ فؤاد مباشر العمل عندي، وبالنسبة للسكن توجد عزبة في عاصمة المديرية يمكنه الانضمام اليها، وقال الأخ محمود بالنسبة للسكن بيروح بيتي في مقبل لفترة معينة، وممكن بعد فترة معينة يجلس عندكم في أي عزبة، فكان الله يرحمه يتحرك يومياً من مقبل مشياً على الأقدام، ويصل قبل الطابور الصباحي، وجلس فترة على هذا الحال، وقلت له يا أستاذ فؤاد باتتعب سارح وأجي يومياً، وكانت في ذلك الوقت لا توجد طريق سيارات، وبعد فترة قلت له يا أستاذ فؤاد توجد عزبة للمعلمين الذين هم من خارج المنطقة، وتوجد شقق سكنية لموظفي التربية ومعلمي ثانوية رصد، والموجهين الفنيين، وانتقل بعد ذلك إلى العزبة.
وكان متقناً لعمله، وملتزماً في كافة جوانب العمل، وعند ترشيحي للدراسة في معهد باذيب للعلوم الاجتماعية لمدة عام طلب مني ترشيح الشخصية المناسبة التي تقود العمل حتى أعود بعد سنة من الدراسة، فرشحت الأستاذ فؤاد نظراً للصفات التي يتمتع بها من أخلاق عالية والتزام وكفاءة في عمله، واستمر مديراً للمدرسة لمدة عام، وعمل بكل أمانة واخلاص، وبعد عودتي لإدارة المدرسة كلْف هو بالقيام بمهام نائب المدير، واستمرينا في العمل مع بعض، وبعد تحويل مركز رصد إلى مديرية كنت مع الأستاذ فؤاد ضمن المرشحين لقيادة العمل في التربوي في المديرية كنواب لمدير التربية في منتصف العام 1987م حيث عين هو رئيس قسم الإحصاء والتخطيط، وأنا رئيس الرقابة والتفتيش المدرسي إلى جانب زملائي رؤساء الأقسام طاهر حنش، ومحمد حيدرة سالم، وحزام منصر، وفضل السالمي، وعبده ثابت، ومنصر هيثم، ومحسن حسين، ومجموعة من الكوادر التربوية، والمعذرة إذا نسيت بعض الاسماء، وقد كان ذلك العمل الكبير بقيادة الأستاذ القدير ربان السفينة مدير مكتب التربية الأستاذ احمد عوض علي الوجيه أبو سامي، وتم قيادة العمل بجدارة، وكان يحظى مكتب التربية بإحترام وتقدير السلطة المحلية والمجتمع بشكل عام، واستقر الأستاذ فؤاد من خلال بناء مسكن زواجه وتكوينه أسرة ويوجد له أولاد وبنات، ونقول الله يعطيهم الصحة والعافية ويرحم والدهم ويسكنه الجنة.»

وبدوره الأستاذ محسن حسين الوعلاني المدير السابق لمدرسة الحكمي قدم مداخلة جاء فيها: « الأستاذ الراحل فؤاد صالح النقيب أبو أحمد الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته هو أحد رواد العملية التعليمة في مديرية رصد، ومن أكثر التربويين التزاماً وانضباطاً تجاه عمله، ومن أكثر التربويين في نسج العلاقات مع الكادر التربوي، ومع المجتمع.
كان لي شرف التعرف على الأستاذ فؤاد عن قرب، وتربطنا به علاقات أكثر من زمالة عمل خصوصا من نهاية التسعينات، فقد كان بالنسبة لي بمقام أخي الأكبر.

عاش الأستاذ فؤاد عزيز النفس، ويحب خدمة الناس بكل رحابة صدر، وكما أشار الأستاذ طاهر في السيرة الذاتية للفقيد أثناء تطبيق قانون المعلم، وأنا كنت حينها مديراً لمدرسة الحكمي، فقد أصر أن يتم منحه حصص دراسية ليقوم بتدريسها على الرغم من محاولتي إقناعه بإن مهامه في مكتب التربية، وما يقدمه وقدمه من عمل يشفع له باحقيته للحصول على قانون المعلم إلا أنه أصر على منحه حصص، وكان يحضر يومين في الأسبوع لتدريس اللغة الانجليزية أولاً في مدرسة الحكمي، ومن ثم التدريس في مدرسة أسماء للبنات الذي كان له الدور البارز مع أستاذنا القدير أحمد عوض علي بإنشاء وتأسيس أول مدرسة للبنات في المديرية، وهي مدرسة أسماء للبنات.
رحم الله الأستاذ فؤاد صالح النقيب أبو أحمد واسكنه فسيح جناته، والشكر والتقدير للأستاذ طاهر على الجهود التي يبذلها في جمع البيانات للرعيل الأول من رواد العملية التعليمة في يافع ابين.»

كما شارك الأستاذ صلاح زيد صفر الذي تولى قسم الإحصاء والتخطيط بمكتب التربية بعد رحيل الأستاذ فؤاد بمداخلة أشاد ببصمات سلفه الذي اعتبرها دليل عمله، وتحدث عما كان يحدثه عن العلاقات الإنسانية التي نسجها واعتبرها كنزه وثروته، وهذا نص مداخلته :« الأستاذ فؤاد صالح عبدربه النقيب الله يرحمه وطيب الله ثراه شخصية تربوية وإدارية تميزت بكثيراً من السمات الايجابية كشخصية لها الثقل والمكانة في الوسط التربوي والتعليمي، والوسط الاجتماعي، وما اجمل ان يغادر الإنسان هذه الدنيا الفانية ويبقى ذكره ومأثره الطيبة بين محبيه ومن عايشهم.

من خلال تتبعنا للسيرة العطرة الحافلة بالعمل والنشاط في مختلف محطات الحياة العملية والعلمية لفقيدنا الراحل الأستاذ فؤاد تذكرنا صديقاً عزيزاً وزميلاً جمعتنا به مواقف عملية، وكان قدوة في العمل. مهتم بعمله ووجباتة. إداري متمكن. متواضع في تعامله مع الآخرين. يحظى باحترام وتقدير من قبل الوسط الاجتماعي.
جمعتنا سنين عمل في إدارة مكتب التربية حيث كان رئيس قسم الإحصاء والتخطيط عرفنا منه الجد والإخلاص في عمله
وخلال تولينا مهام رئيس قسم الإحصاء والتخطيط من بعده وجدنا له مأثر عملية وبصمات طيبة في هذا القسم كانت لنا خير دليل في مواصلة العمل في القسم، ولاتزال بصماته مخلده في أرشيف مكتب التربية.
لازلت أتذكر بعض كلماته أثناء جلوسنا، ولقائتنا أثناء العمل، وخارج العمل حيث كان دائماً يعتز بزملائه ومعاريفه
وأبناء منطقة رصد خاصة ويافع عامة حيث كان يقول: أكبر ثروة وأكبر مكسب حققته خلال سنوات خدمتي ومعيشتي في يافع لأكثر من ثلاثين عام هو علاقتي مع كثيراً من الزملاء، والأصدقاء، والمعاريف حبوني وأحببتهم، وبادلوني الود، والاحترام، والتقدير، وقفوا معي بالسراء والضراء، وبادلوني الوفاء، والتعامل الصادق، ولن أشعر يوماً أني غريب بينهم، واصبحوا بمثابت أهلي وعزوتي. هذه ثروتي ومكسبي ورصيدي الذي حققته خلال سنوات خدمتي في المنطقة، وسوف أحافظ عليها ما دمت حياً.
ألف رحمة من الله تغشى روحه الطيبة.
الشكر للأستاذ طاهر حنش على جهوده في جمع هذه السيرة الطيبه التي ستضاف إلى تاريخ مؤسسي ورواد التعليم في يافع،
كما نسأل الله توفيق المنتدى في رد الجميل لتحظى هذه الشخصية بالتقدير والتكريم اللائق.»

وبدوره قدم الأستاذ محمد حيدرة سالم رئيس قسم التوجيه الفني السابق مداخلة جاء فيها: « ما دوّنه أستاذنا الفاضل طاهر حنش عن سيرة العمل للأستاذ المرحوم فؤاد صالح عبدربه كان رائعاً، وجميل أن نتذكز زملاءنا الذين عشنا معهم في مجال العمل التربوي والتعليمي لعدد من السنين منذ بداية الثمانينات، وكان حينها الأستاذ فؤاد زميلاً في العمل والسكن في العمارات المقابلة لدار الضيافة سابقاً.
كان نظيفاً، ومرتباً في سكنه والعزبة، وفي تعامله مع الجميع، وكان لايوجد لديه سكن أخر، ولم يغادر السكن أثناء الإجازات مثلنا الذي نسكن في مناطق مختلفة في سرار، والشعب، والرباط، ورخمة، وسباح، ويبقى يعمل في الإدارة التي كانت قريبة من السكن خلال يومي الخميس والجمعة، وأيام العطل الرسمية، والإجازات، وكنا نجلس في السكن، وكان عنده عود يدندن ونجزع وقت في الاستماع إليه، بالرغم أنه كان وحيداً، ولايوجد أقرباء له لكنه كسب الأخرين بحسن تعامله وصدقه وعمله المتقن في دائرة الإحصاء والتخطيط، وأنا كنت حينها رئيسا للتوجيه الفني بالمديرية، وقبلها عميداً لثانوية الشهيد سالم صالح محمد رصد، وانتقلت بعد ذلك إلى عدن في العمل الأمني نهاية 1988م، ولم نلتقي بعد ذلك إلا إننا كنا نتواصل هاتفياً حتى توفاه الأجل رحمة الله تغشاه وأسكنه فسيح جناته.
شكرا لمن ساهم وأعد وعلق وذكر ولو شي بسيط عن فقيدنا الأستاذ فؤاد، وأخص بالذكر الدينمو رئيس منتدى القارة التربوي الاستاذ طاهر حنش ولكم مني اجمل تحية.»

وبأسلوب أدبي وبلاغي رائع قدم الخبير والمرجعية التربوية الأستاذ صالح شيخ سالم مداخلة وظف في سطورها مهارات الكاتب المتمكن، والأديب المبدع من خلال الصور البلاغية الرائعة فأثنى على منتدى القارة التربوي على الجهود التي يبذلها وتمنى له التطور ليشمل كل مديريات يافع، وتطرق إلى جوانب من حياة الأستاذ الراحل فؤاد وهذا نص المداخلة: « على الرغم من أن منتدى القارة التربوي يعمل بحدود مديريات يافع الثلاث رصد، وسرار، وسباح لكنني أستشف من خلال نشاطه المتميز بأن أهدافه الرفيعة، وطموحاته الأكثر من رائعة تعانق السماء بالرغم من عدم وجود الإمكانات، والاعتماد على الجهود الذاتية لإدارة المنتدى ممثلة بالأستاذ طاهر، وإسهامات بعض الزملاء في توفير بعض الوثائق والمعلومات التي ترفق بالسير الذاتية لأعلام التربية الأوائل،
ومن خلال السير الذاتية التي تم استعراضها تلمسنا الكثير من المزايا لتلك الهامات التربوية التي أسهمت بما لأ يدع مجالاً للشك في إرساء التعليم وتبديد الظلام على مستوى يافع من الفرضة حتى الحد، فقد تم تحديد رقعة جغرافية معينة من يافع بمديرياتها الثلاث حتى لا تتسع الرقعة وتتشتت المعلومة، وأملنا أن يستشري هدف المنتدى ليشمل أكبر مساحة ممكنة من مناطق يافع التعليمية.

نعود لنعرج على سيرة الأستاذ فؤاد التربوية والتعليمية الذي يعتبر أحد فرسان التربية ونجومها المرموقين، ومن معادن التربية النفيسة التي لا تصدى مهما طالت بهم السنين، وتراكمت عليهم أتربة العصر التي يحاول مثيروها طمس المعالم وإخفاء الحقائق، ولكن رياح الصدق وأنسام الوفاء تحول دون ذلك، فتظل الحقائق وأضحة وضوح الشمس، وبهية مشرقة بأجواء الصباح، وأن شاخت جسداً فهي فتية وشابة روحاً.
أعلام التربية في يافع بما فيهم صاحب هذه السيرة الذاتية، ستظل هي المعادن النفسية التي لا تتأثر بعوامل تعرية الفساد ولا أرضة التجهيل، ونحن في المنتدى سنظل نسعى لإبراز كل جميل لتلك الأعلام مقتدين بسلوك النحلات التي تميل للأزهار لجمال وتنوع ألوانها، وفواح عطرها، وطيب شذاها، ولرحيقها المتميز، وأقصد هنا أننا نبحث عن المزايا التي كانت صاحبة الصفة السائدة في العمل التربوي ونترك الصفات المتنحية لأي سلبيات رافقت العمل التربوي.»

كما شارك الأستاذ منصر هيثم بمداخلة موجزة جاء فيها: « الله يرحمه ويسكنه الجنة زميل المهنه رجل النظام والقانون الأستاذ فؤاد صالح عبدربه، فقد تعايشنا مع بعض في عزبة وأحدة حيث شغل منصب الإحصاء والتخطيط وأجاد عمله على أكمل وجه بإحصائيات المدارس، والأثاث المدرسي، والكتب الدراسة، وجميع ممتلكات التربية والتعليم، وكان يداوم الليل والنهار لإستكمال عمله، ولم ينام حتى ينهي عمله في حصر المعلمين والمعلمات، ومستوياتهم، وتاريخ تعيينهم، وتخصصاتهم، وجميع ما تمتلكه التربية، وكان دقيق في عمله.
رحمه الله ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون.»

وساهم الأستاذ سالم سعيد عبدالقوي بمداخلة جاء فيها:« شكراً للأستاذ طاهر على السيرة العطرة لإنسان لا تنساه الذاكرة لقد أبكيتني يا أستاذ طاهر في الإنسان الذي حفر في ذاكرتنا ومخيلتنا ذكريات لا تنسى أنني في هذه السطور لا يمكن أن أوفي رجل عزيز كريم أصيل صديق صدوق صادق في تعامله وعلاقاته إنسان له أفضال كثيرة على حياتي العملية، فكان مستشاري عندما مسكت مديراً لمدرسة العدنة لفترة، وكان الموجه لي، وساعدني عندما أقمت معرضاً علمياً وعرضاً رياضياً وحفلاً فنياً ساهراً بمناسبة نهاية العام الدراسي حينها كانت خبرتي قليلة، وكان سندي، ومرشدي، ومدافع عني في كثير من المواقف.
كان مبدعاً، ويمتلك خبرات في كافة الجوانب. كان أخ في العزبة التي عشناها مع بعض لسنوات. ماذا أقول عن ذلك الإنسان؟!، فوالله لن أقدر اكمل الصفات التربوية والادارية والاجتماعة التي كان يحملها ـ الصدق ـ الأمانة ـ الإخلاص ـ النزاهة ـ الرقي ـ الرحمة، والعطف..، فمهما قلت لن أقدر أن أصف ما بهذا الرجل من محاسن وسجايا حميدة.
لقد كان خبر وفاته صدمة كبير احدثت أثر مؤلم وعميق في نفسي.
الله يرحمه ويسكنه الجنة.»




متعلقات