آخر تحديث للموقع : الإثنين - 27 يناير 2025 - 02:48 م

يوميات الحرب الأهلية الدموية في عدن

20 - 21 يناير 1986م.. أول بيان إذاعي لمناوئي علي ناصر محمد يقلب موازين الحرب

الأحد - 26 يناير 2025 - الساعة 10:52 م بتوقيت اليمن ،،،

علي ناصر رئيس رئاسة مجلس الشعب والامين العام للحزب الاشتراكي اليمني

إعداد: غرفة الدراسات والبحوث بمركز شمسان للصحافة

في 20 يناير 1986م وصل وفد من الفلسطينيين عبر (طريق تعز عدن)، بعد مناشدة ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الفريقين بوقف إطلاق النار في خطوط الالتماس حتى يتسنى للوساطة الفلسطينية القيام بمهامها.

وفي تمام الساعة الثالثة من بعد ظهر ذلك اليوم نفسه، سمع المواطنون صوت إذاعة (عدن) يعود إلى البث، لكن ليس من مقرها في مدينة التواهي، بل من محطة الإرسال الإذاعي (بالحسوة)، التي كانت خاضعة لسيطرة قوات علي أحمد ناصر عنتر ومجموعته، وتصدر أول بيان لها باسم المكتب السياسي القيادة الجماعية، تعلن فيه فشل المحاولة الانقلابية من قبل علي ناصر محمد ومجموعته وانتصار الحزب.

كان سماع صوت البيان يبث من الإذاعة بمنزلة صاعقة لعلي ناصر محمد ومجموعته؛ فدبَّ الخوف والفزع بين صفوفهم. وبدأوا بالانسحاب. وقد تمكن كثير منهم من الخروج مبكرا إلى محافظة أبين بسلام.

كان رد الفعل على ذلك البيان أن قام كبار ضباط علي ناصر محمد بإعطاء توجيهاتهم بقتل المعتقلين التابعين لفريق علي أحمد ناصر عنتر، وأغلبهم من الضباط. وفعلا تم قتلهم بشكل جماعي في كل من عدن وجعار وأبين.

بالنسبة للمقاتلين من عناصر الرئيس علي ناصر محمد، الذين لم يتمكنوا من مغادرة المعسكرات في عدن، فقد تم اعتقالهم ولاقوا المصير نفسه الذي لقيه معتقلو مجموعة علي أحمد ناصر عنتر (القتل الجماعي بأبشع صُوَرِه)

*(21 يناير) الفوضى تعمُّ عدن*

في 21 يناير صدر بيان عن المكتب السياسي للحزب الاشتراكي، القيادة الجماعية، بعدم اعتراض مقاتلي علي ناصر محمد، بعد تسليم أسلحتهم الشخصية. وكان الأخ / محمد ناصر جابر، نائب وزير الداخلية هو الشخص الوحيد الذي له رأي واضح من الحرب الدائرة. يعلن عبر مكبرات الصوت من فوق سيارته، بأن على مقاتلي علي ناصر محمد تسليم أسلحتهم، ثم التوجه إلى معسكر (عشرين يونيو) في منطقة الخساف، بكريتر فذهب المئات من مقاتلي علي ناصر محمد وسلموا أسلحتهم، فوق الأشجار، وبعضهم رمى بها في مجاري المياه، وفي الأماكن الخالية. كما لجأ بعض المقاتلين إلى الجبال المحيطة بمدينة عدن. ثم ترك علي ناصر محمد ومساعدوه عدن خاوية على عروشها. (علي ناصر من أول يوم وهو في شقرة وفي 16 17 يناير انسحب إلى مكيراس) كما انسحبت القطع البحرية الصالحة، تحمل على متنها من تبقى من قوات البحرية وتوجهت إلى ميناء (أريتريا ) ولجأ علي ناصر محمد إلى إثيوبيا (أديس أبابا) ضيفا على الرئيس الإثيوبي (منجستو هيلا ماريام).

في أثناء انسحاب علي ناصر محمد ومجموعته من عدن، ساد المدينة جو من الفوضى ممزوجة بالاضطراب، وذلك عندما راحت القوى المنتصرة في هذه الحرب، أي مجموعة علي أحمد عنتر تلهث وراء ممتلكات القوى المنهزمة، أي قوات علي ناصر محمد. وقد تمثل ذلك بما يأتي :

- الاستيلاء على مساكن كوادر علي ناصر محمد سواء من العسكريين أو المدنيين.
- الاستيلاء على مكاتب ووظائف المسؤولين الذين كانوا يتبعون علي ناصر محمد، ونهب كل ما فيها وطرد المناصرين له من وظائفهم.
- نهب سيارات أتباع علي ناصر محمد.

*تنبيهٌ:* هذه الحلقات جزء من سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية والتي تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات