آخر تحديث للموقع : الأربعاء - 22 يناير 2025 - 09:20 ص

يوميات الحرب الأهلية الدموية

16 - 19 يناير 1986 .. حرب مفتوحة على جميع الجبهات وجثث متعفنة

الأربعاء - 22 يناير 2025 - الساعة 09:19 ص بتوقيت اليمن ،،،

نقطة تفتيش والقاء القبض على حسب الهوية والمنطقة

اعداد : غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة


16 و 17 يناير:
لم يطرأ أي تغيير مهم في الموقف العسكري. وبقي المشهد المؤسف يشير بوضوح إلى اكتظاظ الطرقات بالسيارات والدبابات المدمرة والمحترقة. كما أن ساحات القتال هي الأخرى امتلأت بالجثث المنتفخة التي بدأت بالتعفن. وكثير من جرحى هذه الحرب، كانوا يموتون بسبب عدم إسعافهم. أما المستشفيات فحدث عنها بلا وجل، فلقد امتلأت بالجرحى الذين أصيبوا خلال اليوم الأول من الحرب المدمرة. ولم يعد بوسع الأطباء فعل شيء سوى وضع المصابين الجدد في أروقة المستشفى، وعلى أي أرضية يجدونها أمامهم داخل المستشفى لعدم وجود أي مكان صحي لوضعهم فيه.

18 يناير:
أصدر الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الشطر الشمالي من الوطن قبل تحقيق الوحدة المباركة، بياناً ، طالب فيه الفريقين المتحاربين بوقف إطلاق النار، والامتثال للحوار، لكن أيا من الفريقين لم يسمع أو يستجب لبيانه. وظل الموقف الحربي ملتهبا في جميع أنحاء محافظة عدن؛ بسبب استمرارية توافر عناصر الحرب بأعداد وبكميات هائلة.

19 يناير:
شاع خبر مفاده أن الرئيس علي ناصر محمد سافر إلى إثيوبيا للقاء الرئيس الإثيوبي منجستو هيلا ماريم لمساعدته، إلا أن الرئيس الإثيوبي اعتذر. وعاد علي ناصر محمد إلى عدن خائباً.

وفي هذا اليوم نفسه، كانت الدبابات قد أحكمت حصارها على معسكر طارق في خور مكسر الذي كان يعد مركز القيادة التعبوية لمجموعة الرئيس علي ناصر محمد.

أصبحت المعركة - الآن - غير متكافئة ؛ لأن مجموعة علي ناصر محمد لا يملكون دبابة واحدة. وقد دارت معارك حول المعسكر غاية في العنف والضراوة تصدت فيها مجموعة علي ناصر محمد الموجودة داخل المعسكر للدبابات والسيارات التي تحمل مؤناً عسكرية، ودمروا أعداداً كبيرة منها باستخدام راجمات الصواريخ (آر بي جي).

وفي اليوم نفسه كذلك وصلت السفن الروسية والفرنسية والبريطانية إلى جيبوتي لغرض إجلاء الرعايا الأجانب والدبلوماسيين.

أحد الموظفين في السفارة البريطانية وصف لإذاعة الـ (بي بي سي) البريطانية ما شاهده في خور مكسر في أثناء المعارك الطاحنة، بالقول إنها حرب مطلقة. وأضاف أنه شاهد سيارات تقل ما بين (30-40) مقاتلاً تحترق بمن فيها، بعد قصفها براجمات الصواريخ (آر بي جي).

تنبيهٌ: هذه المذكرات جزء من سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية وتأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.




متعلقات