آخر تحديث للموقع : الأربعاء - 15 يناير 2025 - 05:27 م

عاجل : تفاصيل أحداث 15 يناير 1986 بعدن.. قصف مبنى التلفزيون والإذاعة المسيطر عليه علي ناصر محمد قَلَبَ موازين الحرب

الأربعاء - 15 يناير 2025 - الساعة 02:16 م بتوقيت اليمن ،،،

اعداد : غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة

يوميات الحرب الأهلية الدموية
(15 يناير 1986م)


لم يطرأ أي تغيير في الموقف العسكري، والحرب ما زالت طاحنة، وفي منطقة كالتكس طائرة (هيلوكبتر) تهوي، ثم تسقط بعد إصابتها من قبل أحد زوارق البحرية، ومدرسة الرائد/ عمر علي أحمد في مدينة الشعب تَقصف بالمدفعية القطع البحرية وهي راسية داخل القاعدة المخصصة لها. إحدى القطع البحرية تحاول الاختباء وراء سفينة مدنية، لكن القصف المدفعي يصيب السفينة المدنية بأضرار كبيرة تشعل النيران فيها، ثم تُغرقها، وهي حتى كتابة هذه المذكرات ما زالت غارقة داخل الميناء شاهدة على تلك الحرب الضروس، ولمزيد من العلم فإن جنسيتها باكستانية.

المواطنون ضاق صبرهم، وبدأوا يفقدون الثقة بالحزب الاشتراكي خصوصاً أولئك الذين لم يتعوَّدوا على هول مثل هذه الصدمة (الانفجارات، جثث القتلى متورمة ومتعفنة مرمية على قارعة الطرقات، وفي الأزقة الضيقة وداخل السيارات).

أخبار الحرب البشعة، وما تُخلِّفه من مجازر دموية، كانت تتناقلها وكالات الأنباء العالمية رغم غياب التغطية الإعلامية من الداخل، وربما أن بعض السفارات والرعايا الأجانب كان لهم دور في نقل جزء من الأخبار.

من وجهة نظري الشخصية، أرى أن تعطيل البث التلفزيوني والإذاعي، من خلال قصفه من قبل مجموعة علي عنتر في اليومين الأولين من الحرب المدمرة، كان ضربة موجعة وفي الصميم تلقتها القوات التابعة للرئيس علي ناصر محمد، ولو قُدِّر للتلفزيون والإذاعة الاستمرار في العمل، فإن ذلك بالتأكيد كان سيحسم الحرب لصالح علي ناصر ومجاميعه. رغم أن عناصر الحرب كانت متوافرة بكميات هائلة لدى الطرفين المتحاربين.

و يبدو لي - من خلال سير المعارك الحربية في أيامها الأولى - أن القادة العسكريين في فريق الرئيس علي ناصر محمد لم يضعوا في حسبانهم تدخُّل سلاح الدروع، الذي كان يتمركز في معسكر (صلاح الدين)، والذي كان في معظمه تقوده عناصر من أتباع علي أحمد ناصر عنتر، وفي مقدمتهم الرائد هيثم قاسم طاهر، قائد سلاح الدروع في الجمهورية. وهذا السلاح هو الذي حسم أمر الحرب لصالح مجموعة علي أحمد ناصر عنتر، الذين قُتِلَ معظم أركانه في اليوم الأول من الحرب الأهلية داخل قاعة المكتب السياسي.

إن الاستراتيجية الحربية التي اتبعها القادة العسكريون التابعون للرئيس علي ناصر محمد - من وجهة نظري العسكرية - كانت تستند إلى عنصرين أساسيين: العنصر الأول، يتمثل في حسم الأمر داخل المكتب السياسي، من خلال تصفية جميع الرموز السياسيين لفريق علي عنتر في أثناء وجودهم داخل قاعة الاجتماعات، وبالتالي لن يخرج الأمر إلى أبعد من منطقة الفتح، وفي جله واحتسابا لحدوث عراقيل أو تطورات طارئة، فإنه في أسوأ الاحتمالات لن يأخذ أكثر من ست ساعات قبل أن ينتهي أمر تصفية فريق علي عنتر، وأن معظم الناس لن تعلم من الأمر شيئا، إلا عند افتتاح البث التلفزيوني.

أما العنصر الآخر لإستراتيجية الخطط الحربية الذي ارتكز عليه القادة العسكريون التابعون للرئيس علي ناصر، هو اعتمادهم في خططهم على القوة البشرية من المقاتلين، الذين كانوا قد درَّبوهم على الاستخدام المحكم لراجمات الصواريخ (آر بي جي) وذلك للتصدي للدبابات، حال خروجها من ثكناتها للدخول في الحرب، خصوصاً في منطقة (خور مكسر)، والمنافذ الأخرى التي عبرت منها الدبابات، في طريقها إلى مقر سكرتارية اللجنة المركزية في منطقة (الفتح). لكن - أيضاً - أعداد منها تمكنت من الوصول.

تنبيهٌ: هذه اليوميات جزء من سلسلة الأهداف السامية والأحداث الدامية التي تأخذُ لُبَّ الكلامِ من مُذكّرات اللواء المتقاعد / محمد قاسم بن عليو ، الذي وثَّق سيرته النضالية قبل رحيله عن الدنيا ووثَّق تاريخ الجنوب وأهم أحداثه التي عاشها وعايشها وشارك فيها منذ عام 1952 حتى عام 1990م، وأعادت غرفة الدراسات والبحوث لمركز شمسان للصحافة صياغة المذكراتِ بعباراتٍ موجزةٍ تتوافقُ مع مضمون النص الأصلي للمذكرات.


روابط تهمك : 

عاجل/ تفاصيل تروى لأول مرة من يوميات الحرب الأهلية الدموية بعدن 13 يناير 1986م






متعلقات